السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جميعنا يعرف أن الصورة
الرمزية والتوقيع شيئان يدلان على شخصية واضعها
لذلك نحن دائماً نتفنن
في اختيارها حتى تعبر عنا بصورة جيده كما نرغب أن نوصل للآخرين عنا
ولكننا
نرى تساهل الكثير في وضع صور في تواقيعهم أو صورهم الشخصية
وهذا أمر
خطير ينبغي أن نتنبه له
الكل يعلم أن نظر الرجال إلى صور النساء
محرم
ونظر النساء الى صور الرجال محرم ومن نظر إليها كان عليه وزر
قال
تعالى(((قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا
فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا
يَصْنَعُونَ ** وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ
وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ
مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ ... )))
فكيف
بمن كان السبب في هذا النظر ؟
قد يكون نائماً
وقد يكون يصلي أويلهو ويلعب ولكن في المنتدى من
ينظر إلى صورة هو السبب
في وضعها فيتحمل الآثام والأوزار
والأشد من هذا لو هجم عليه
الموت فجأة ثم غُسل وصُلي عليه ودُفن في قبره وهناك من يدخل هذا المنتدى من
الأعضاء والزوار والكل ينظر إلى هذه الصورة والذنوب تكثر والآثام تجتمع
وهو لا يستطيع عمل شيء
يتمنى أن يعود إلى الدنيا حتى يزيلها
يتمنى
لو كان غيّرها قبل الموت
ولكن هيهات هيهات
الآن نحن في زمن المهلة
ونستطيع تغييرها
قد يمنعنا الشيطان
ويقول لا تهتم هذا متشدد هذا فقط
يقول كلام غير صحيح ثم نتركها فيضحك الشيطان ملء فيه
ويقول عنك مسكين لا
يفكر بعقله
فلنستعذ بالله ولنقم بتغييرها في الحال حتى ننجو عندما نوضع
في قبورنا ..
في منتدى مختلط يحوي الجنسين
الرجال والنساء .. نجد إحداهن قد وضعت صورة فتاة غايه في الجمال والرقة
وغالب جسدها عاري !!!
هنا يا ترى ما الذي سيطرأ على تفكير الجنس الآخر
عند رؤية تلك الصورة ؟!
هل سيقول هذه الفتاة في غاية الخُلُقْ
وغاية احْتِرَامِهَا لِذَاتِهَا أم أنه سيشعر أنها تعرض نفسها بثمن بخس و
تود أن تلفت الأنظار اليها
وعندما تجد في صندوق رسائلها الخاصة طلب
تعارف تغضب وتثور ثائرتها وتقول (( هذا قليل أدب وأنا داخله المنتدى علشان
أشارك بإحترام ))وتناست أنها السبب وأنها من يستحق كل ما يحدث لها عندما
أعطت من يرى صورتها وتوقيعها الضوء الأخضر في أن يتجرأ عليها ..
وإن
كانت وضعت تلك الصورة وهي فعلاً تود أن تجلب الشباب إليها فإنا نقول :
يا
أخية أنت أغلى من أن تعرضي نفسك بهذه الطريقة وتقللي من شأنك بهذا الشكل
.. أنت أرقى من ذلك فلا تنزلي بذاتك عن مستواها الذي تستحقه ..
ونفس
الكلام أيضاً نوجهه كذلك بالنسبه لمن يضع صورة لشاب وسيم .. فيلفت بها
الجنس الآخر ..
حتى صور الفتيات الصغيرات ليتنا نتجنبها
فأقل ما فيها أنها تعرف الآخر على مدى ذائقتك وربما يكون ذلك سبباً للإعجاب
..
وهناك
من الفتيات من تضع صورة لرجل أو العكس من الرجال من يضع صورة
لفتاة من
الصور التي لا تمت للحياء بصله ؟!
متأكدين من أن كل إنسان
يشعر بإحترامه لنفسه ويرغب من الآخرين أن يحترموه لذلك ينبغي علينا أن نحرص
على جعل الصورة الشخصية لا تفتن ولا تعطي صورة سيئة عنا ..
فتاة
أو شاب... أطلقوا لهواهم العنان فجنى ذلك عليهم أن جعل قلوبهم تخفق بحب من
لا يحل لهم حبه !!
فلم ينتبهوا الى أن وجدوا أنفسهم تهيم بحب
ذلك
اللاعبـ/هـ أو المغنيـ/هـ أو الممثلـ/هـ أو المذيعـ/هـ ..
كان يفترض
عليهم أن يعودوا لأنفسهم ويعيدوا حساباتهم
فالعقل يقول أن هذا الحب من
طرف واحد لا مجال للوصال فيه فلما التمادي في حب لا جدوى منه سوى وجع القلب
وبدل
أن يتصرفوا بإيجابيه ليبتعدوا عن ذلك الحب المزيف نجدهم يزيدوا الطين بله
فيجعلوا صورهم الرمزية وتواقيعهم يحملون أجمل الصور لذلك المحبوب الذي لا
يدري شيئاً عنهم..
هنا ماذا استفادوا سوى أنهم ربما جعلوا غيرهم
يفتتن كما فتنوا هم فيحملوا بذلك آثام الكثير إضافة لآثآمهم ..
ولو
أنهم وضعوا صوره أو توقيع يدعو إلى خير لربما كان ذلك تكفيراً لخطيئة الحب
التي ارتكبوها
فإننا نعلم أن الحسنات يذهبن السيئات ..
هناك
صور لا تدخل ضمن ما ذكر فهي راقية وتدل على رقي من جعلوها عنواناً لهم ..
نسأل
المولى أن يثيبهم عليها ويكتب لهم أجر كل من شاهدها وانتفع بها ..
في
أذن كل من يقرأ..
إن أجمل الصور والتواقيع
التي نضعها كي تعبر عنا هي تلك التي تدعو الى معاني جميلة سامية ..أو خصال
نبيلة أو مقولة تؤثر في نفس قارئها أو معلومة نافعة
قال
تعالى { ومن أحسن قولا ممن دعا الى الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين
}
وكما قال الحبيب صلى الله عليه وسلم في ذلك الحديث : (مَنْ
دَعَا إِلَى هُدًى كَانَ لَهُ مِنْ الْأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ تَبِعَهُ
لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا وَمَنْ دَعَا إِلَى
ضَلَالَةٍ كَانَ عَلَيْهِ مِنْ الْإِثْمِ مِثْلُ آثَامِ مَنْ تَبِعَهُ لَا
يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ آثَامِهِمْ شَيْئًا)
نرتقي بتلك
المعاني عن سفاسف الأمور ونكسب بها الأجور .. ولكم بعد هذا كله الخيااار
كيف
يكون ذلك ؟!
كل منا سيقف يوم القيامة بين يدي الله سبحانه
وتعالى وحده
فربما تكون تلك الصور طوق نجاة !!
قد
تزل بي القدم ذلك اليوم ولا أرى أمامي حسنات تشفع لي فأدخل بسببها الجنة
لكني
أرى أناسا لم أراهم في الدنيا يهدوني حسنات لعملهم بنصيحة كانت في توقيعي
أو صورة دعوتهم فيها إلى هدى فأجابوا دون علمي
فتكون لي تلك
الصورة طوق النجاةالذي يدخلني ربي بسببه الجنة
وقد
تكون باب هلاك !!
قد لا يكون هدفي من تلك الصورة الجريئة أو ذلك
التوقيع الملفت أن أفتن الناس أو أن أدعوهم به إلى معصية الله تعالى قد
يكون خجلا ممن أهداني تلك الصورة فوضعتها أو أني لم أدرك خطورة ما سأجنيه
من وضعها
وقد أكون ممن أحسن في دنياه وعمل سنينا في طاعة ربه
فيأتي ذلك اليوم أناس لا أعرفهميلقون بأوزارهم علي فأهلك !!
{
ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة ومن أوزار الذين يضلونهم بغير علم ألا
ساء ما يزرون }
وقد سئل فضيلة الشيخ ابن عثيمين
رحمه الله عن تهاون كثير من الناس في النظر إلى صور النساء الأجنبيات بحجة
أنها صورة لا حقيقة لها ؟
فأجاب رحمه الله بقوله
:هذا تهاون خطير جداً، وذلك أن الإنسان إذا نظر للمرأة سواء كان ذلك بوساطة
وسائل الإعلام المرئية ، أو بواسطة الصحف أو غير ذلك ، فإنه لابد أن يكون
من ذلك فتنة على قلب الرجل تَجُرّه إلى أن يتعمد النظر إلى المرأة مباشرة ،
وهذا شيء مشاهد .
ولقد بلغنا أن من الشباب من
يقتني صور النساء الجميلات ليتلذذ بالنظر إليهن ، أو يتمتع بالنظر إليهن ،
وهذا يدل على عظم الفتنة في مشاهدة هذه الصور ، فلا يجوز للإنسان أن يشاهد
هذه الصور ، سواء كانت في مجلات أو صحف أو غير ذلك .
والله
المستعان .